وزيرة البيئة تناقش مع سفير النيبال سبل التعاون لمواجهة تغير المناخ

وزيرة البيئة تناقش مع سفير النيبال سبل التعاون لمواجهة تغير المناخ

استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اليوم السفير سوشيل كومار لامسال، سفير دولة النيبال لدى مصر، حيث بحثت سبل التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين البلدين في مجال البيئة والمناخ، بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف وسها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتعاون الدولي.

وأكدت وزيرة البيئة أن التعاون بين الدول في مواجهة التحديات البيئية والمناخية هو السبيل الوحيد للتقدم، مشيرة إلى اهتمام مصر بعملية التحول الأخضر، ومن محاورها التوسع في الطاقة الجديدة والمتجددة. وقد وضعت مصر هدفاً طموحاً للوصول إلى نسبة 42% من خليط الطاقة بحلول عام 2030، وهو هدف يعتبر طموحاً للدول النامية. لذا، حرصت الوزارة على تهيئة المناخ من خلال السياسات، وتبني قرار الوصول بنسبة 100% من المشروعات القومية الخضراء بحلول 2030 كهدف طموح وخطوة مهمة نحو التحول الأخضر، والعمل على أن تكون مصر مركزاً إقليمياً للهيدروجين الأخضر.

وأوضحت وزيرة البيئة أن محدودية التمويل في مجال المناخ مقابل التحديات العالمية، تستدعي إيجاد آليات مبتكرة للتمويل. لذا، تعتبر هيكلة النظام التمويلي للمشروعات الخضراء جزءاً من التحول الأخضر في مصر، سواء من خلال تهيئة البنوك الوطنية للعمل في المشروعات الخضراء، وخاصة في مجالات المياه والزراعة، والتي تمثل قطاعات مهمة لدول مثل مصر ونيبال، حيث يعتبر التكيف أولوية حتمية لاستمرار الحياة.

وأضافت وزيرة البيئة أنه يتم العمل مع البنوك أيضًا في مجال مشروعات التنوع البيولوجي، إلى جانب تشجيع مشاركة القطاع الخاص في حماية الموارد الطبيعية مثل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، التي تُعتبر أحد مقومات السياحة. كما يتم التعاون مع القطاع البنكي في إنشاء السوق الطوعي للكربون، وتشجيع القطاع الخاص في هذا المجال، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج طموح بدأ منذ سبع سنوات لتطوير منظومة جديدة لإدارة المخلفات وتعزيز الفرص الاستثمارية فيها.

وأشارت فؤاد إلى أن رحلة مصر الملهمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تهدف إلى تغيير لغة الحوار حول البيئة، من خلال وضع البيئة والاستدامة في قلب عملية التنمية، وربطها بالبعد الاقتصادي وتسليط الضوء على فرص الاستثمار ومساهمتها في تحقيق النمو الأخضر المستدام.

كما أبدت وزيرة البيئة حرص مصر كعضو في صندوق كيمونج للتنوع البيولوجي الممول من الصين على دعم مشروع دولة النيبال المقدم ضمن أول حزمة من المشروعات الممولة، انطلاقًا من ضرورة التآزر بين الدول التي تتشارك نفس التحديات. إذ تعد تحديات صون التنوع البيولوجي وتعزيز السياحة من الاهتمامات المشتركة بين البلدين، حيث تتوسع مصر حاليًا في مجال السياحة البيئية وتعمل على إشراك القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات والأنشطة الخاصة بها، وإشراك المجتمعات المحلية في المحميات الطبيعية للحفاظ على موروثاتهم وتراثهم وتوفير فرص عمل مستدامة.

من جانبه، أكد السفير لامسال أن مصر ونيبال تربطهما علاقات طيبة ممتدة على مختلف المستويات، ولديهما فرص واعدة للتعاون الثنائي في ملف تغير المناخ، في ظل ما يواجهه شعوب البلدين من آثار تغير المناخ رغم مساهمتها المحدودة في انبعاثات الاحتباس الحراري. وأوضح أن الدور المهم الذي تلعبه مصر في ملف تغير المناخ ظهر بوضوح خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27 والذي أسفر عن نتائج هامة في مجالات التخفيف والتكيف. كما أضاف أن نيبال تهتم بتكنولوجيات توليد الطاقة، وخاصة المتجددة، حيث أن معظم الطاقة الكهربائية لديها تنتج من مصادر متجددة، كما أنها تولي اهتمامًا لممارسات الزراعة الذكية مناخيًا. وأكد لامسال أن التشابه في اهتمامات البلدين يفتح آفاقًا كبيرة للتعاون المشترك في مسار التحول الأخضر.

كما أشار إلى تطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال المناخ، تنفيذًا لمخرجات الحوار الأخير بين رئيس وزراء نيبال والرئيس عبد الفتاح السيسي، وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال البيئة والمناخ. حيث دعا وزيرة البيئة للمشاركة في منصة حوار المناخ التي ستطلقها نيبال “حوار إيفرست”، والتي ستسلط الضوء هذا العام على مستقبل الإنسانية، متطلعا لمشاركة مصر الداعمة بالعلم والخبرات، باعتبارها من أهم دول القارة الأفريقية، بالإضافة إلى دعم مصر للحدث الجانبي الذي تستضيفه نيبال لمؤتمر المناخ، كونها من الدول الرائدة في ملف المناخ.

إتبعنا