
أعربت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، عن تقديرها لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى أهمية استغلال المساجد في تقديم الخدمات التعليمية للطلاب، بجانب كونها أماكن للعبادة، لتكون منارة للعلم وغرس القيم في نفوس الشباب. وأكدت أن هذه الدعوة تعكس مدى اهتمام الرئيس السيسي ببناء الإنسان المصري على أسس القيم والأخلاق والانتماء.
وأضافت مُؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر أن تفعيل دور المسجد سيساهم في رفع الوعي الديني لدى الشباب وتحفيزهم على التحلي بالأخلاق الكريمة، خاصة في ظل ما نشهده من تدني في الأخلاق وانتشار السلوكيات غير المنضبطة مثل العنف والتنمر.
كما شددت مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر على ضرورة تنشئة الأجيال على الفهم الصحيح للدين وتصحيح المعلومات المغلوطة لتحصينهم ضد التطرف الديني.
وقالت إن دور العبادة تعد بيئة آمنة يمكننا ترك أولادنا فيها دون خوف وقلق ليتعلموا أمور دينهم ودنياهم.
وكانت وزارة الأوقاف قد تشرفت أمس بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية – القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل تخريج الدورة الثانية للأئمة (دورة الإمام محمد عبده) بعد تأهيلهم في الأكاديمية العسكرية المصرية على مدار ستة أشهر، وذلك بمركز المنارة في التجمع الخامس.
وخلال حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: “لدينا الكثير من المساجد، وفي نفس الوقت عدد قليل من المدارس. وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، تُستخدم المساجد في جميع شؤون الحياة”. وأضاف: “لماذا لا نستفيد اليوم من المساجد الموجودة ونعلم فيها أولادنا، يمكننا إنشاء مدرسة داخل المسجد”.
كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مهمة للأئمة خلال احتفال الأكاديمية والوزارة بتخريج الدفعة، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام، السيدات والسادة الحضور…
نحتفل اليوم بتخريج مجموعة جديدة من الأئمة الذين سيتحملون أمانة الكلمة، وينشرون نور الهداية، ويرسخون قيم الرحمة والتسامح والوعي.
وقد وجهتُ وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بتطوير مهارات الأئمة علمياً وثقافياً وسلوكياً، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام مثالاً للوعي، متمكناً من البيان، بارعاً في الإقناع، أميناً في النقل، حاضراً بوعي نافذ وإدراك عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.
ونحن اليوم نشهد ثمار هذا التعاون البناء، حيث نرى هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقوا إعداداً نوعياً يجمع بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة ولاء لله ثم للوطن، وإدراك واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.
السادة الحضور… أبنائي الأئمة
في زمن تزداد فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير وفكر رشيد وكلمة مسئولة، تبرز مكانتكم كحَمَلة لواء هذا النهج القويم.
لقد أدركنا منذ البداية أن تجديد الخطاب الديني لا يمكن أن يتم إلا على أيدي دعاة مستنيرين، متمكنين من العلم، واسعوا الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عملية للناس تعالج مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.
ولا تقتصر مهمة تجديد الخطاب الديني على تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة الحقيقية المشرقة للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.
واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.
وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.
وما نشهده اليوم يؤكد أن الدولة المصرية تمضي بثبات وعزم في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بشكل متكامل، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزة للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.
ختاماً، أُحيي كل عقل وفكر ويد ساهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيل قادم، وتمهيد لمستقبل أكثر إشراقًا.
وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، إذ حاز علومًا متعددة وأنتج 1164 كتابًا في حياته التي لم تتجاوز 62 عامًا.
وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع؛ بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ، وضرب مثالًا على ذلك بحسن استغلال المساجد والارتقاء برسالتها، وترسيخ القيم التي تحض على محاسن الأخلاق كحُسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.
واختتم الرئيس حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، بما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكدًا سيادته أن الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة؛ إلى جانب الدراسات الدينية والعربية التخصصية التي تولت وزارة الأوقاف اختيار محتوياتها وأساتذتها.
وعقب انتهاء الكلمة، تقدم الرئيس بخالص التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؛ مؤكدًا أن الإنسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.
تعليقات