
أكد السفير أمجد العضايلة، المندوب الدائم للملكة الأردنية لدى جامعة الدول العربية، أن المملكة الأردنية تنظر إلى جامعة الدول العربية باعتبارها الصوت الجماعي للأمة العربية ومؤسسة العمل العربي متعدد الأطراف. ويأتي ذلك انطلاقا من المبادئ القومية للمملكة ورسالتها الدبلوماسية، وإيمانها العميق بأهمية وأولوية التكامل العربي وحرصها على تحقيق الوفاق والاتفاق.
وشدد السفير العضايلة خلال كلمته لدى تسلم المملكة رئاسة الدورة 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، على أن المملكة الأردنية حريصة خلال رئاستها على القيام بدورها الفاعل في توحيد الموقف العربي وتعزيز التكاتف، والبناء على كل جهدٍ وعملٍ وقرارٍ عربي يصدر عن مجلس الجامعة بمختلف مستوياته.
وأكد أن الأردن ستبذل خلال رئاستها لمجلس الجامعة العربية، وبالتنسيق مع الأشقاء العرب، كل الجهود الممكنة لتكثيف العمل المشترك وتوسيع أطر التشاور حيال القضايا العربية، وتسريع وتيرتها، تحقيقاً لإنجاز كل ما نتطلع إليه جميعاً. كما ستستمر المملكة في العمل على تطوير التعاون مع الدول الصديقة والتكتلات الإقليمية والدولية، التي من شأنها الإسهام في تعزيز الموقف ودعم الجهود الرامية إلى نصرة قضايا الأمة العربية، وإعلاء ونشر مواقفها دولياً، والحد من المخاطر التي تضر بمصالحها، وتعزيز منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي، وبشكلٍ أوسع دولياً.
وأشار إلى أن الأمة العربية تمر بمرحلةٍ صعبةٍ ومحطةٍ قد تكون من أخطر ما واجهته منذ عقود، حيث تعددت فيها التحديات وتزايدت الأزمات، التي تشعّبت وامتدت جغرافياً لتؤثر على كل قطرٍ عربي. وعلى الرغم من خطورة هذه التحديات، تبقى القضية الفلسطينية جوهر الصراع الذي تتغذى عليه كل الأزمات، إذ لا يزال غياب حلها العادل والشامل هو النافذة لكل من يسعى لإشعال المنطقة وإشغال دولها وشعوبها بويلاتٍ لا سبيل للتخلص منها إلا بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويعيد الحقوق إلى أصحابها.
وأوضح أنه في ظل غياب الأمن والاستقرار، وما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق في الضفة الغربية وقطاع غزة من حربٍ لم تتوقف وماكينتها واعتداءاتٍ لم تستثني طفلاً أو شيخاً أو امرأة، حيث استهدفت بنية تحتية، مدارس، ومستشفيات، إضافةً إلى محاولات تهويد الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان وفرض أمرٍ واقع من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.
وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى عالمٍ أكثر سلاماً دون شرقٍ أوسط مستقر، ولا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة. لذا، سنعمل بكل جهدٍ مع مختلف الأطراف لتكثيف العمل الدبلوماسي الفاعل وتعزيز صوت الحق الداعي لوقف الحرب الغاشمة، والبدء في إعادة الإعمار في إطار الخطة العربية الإسلامية، التي أطلقتها مصر بالتنسيق مع دولة فلسطين.
وأشار إلى ضرورة إطلاق أفقٍ سياسيٍ لمفاوضاتٍ جادة تهدف إلى التوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ وعادلٍ للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967.
وأوضح أنه ستبقى جهود وقف الحرب ودعم مسار التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الكافية، وتعزيز خطة إعادة الإعمار، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أولويات سنعمل معكم لتحقيقها، بما يخدم الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته المركزية.
تعليقات