
أكد السفير لياو لي تشيانغ، سفير الصين لدى مصر، أن العلاقات المصرية الصينية تشهد أفضل مراحلها في التاريخ، حيث تربط بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني صداقة قوية تهدف إلى تحقيق التنمية في كلا البلدين.
وأشار السفير الصيني خلال منتدى التحديث الصيني النمط والعالم إلى أهمية الالتزام بالقرارات الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ورفض الحرب والصراعات، موضحًا أن الصين ترفع شعار التنمية والسلام والعدالة لبناء مجتمع مصير مشترك.
وأوضح السفير الصيني أن بكين مستعدة للتعاون مع مصر وغيرها من الدول العربية للمحافظة على النظام الدولي الذي يرتكز على الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
ودعا السفير الصيني بالقاهرة إلى تعزيز التعددية القطبية القائمة على المساواة والنظام العالمي، والعولمة الاقتصادية التي تعتمد على الشمول والمنفعة للجميع، مؤكدًا: “سنعمل بجد لبناء مجتمع مستقبلي مشترك بين الصين ومصر، وبين الصين والدول العربية، والسعي نحو التقدم المشترك للبشرية والتنمية الأكبر للعالم”.
كما أوضح السفير الصيني بالقاهرة أن الصين تمتلك اليوم ميزات مؤسسية تتمثل في نظام اقتصاد السوق الاشتراكي، وميزة الطلب الناتجة عن سوقها الضخم، وميزة العرض الناتجة عن منظومتها الصناعية المتكاملة، بالإضافة إلى ميزة الكفاءات المتمثلة في العدد الكبير من الأيدي العاملة ورجال الأعمال ذوي الجودة العالية، مما يمنح الصين أساسًا قويًا وقدرة كافية لمواجهة جميع المخاطر والأزمات.
فيما يتعلق بالتعاون الصيني المصري، أشار السفير الصيني بالقاهرة إلى أنه بفضل القيادة الاستراتيجية للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، تظل الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 13 عامًا متتالية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي 17.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 10% على أساس سنوي، وتعتبر الصين من أنشط وأسرع المستثمرين نموًا في مصر. وفقًا لإحصاءات الجانب المصري، بلغت الاستثمارات الصينية التراكمية في مصر 9 مليارات دولار حتى نهاية العام المالي 2023/2024، ويوجد أكثر من 2000 شركة ممولة جزئيًا أو كليًا من قبل الصين مسجلة في مصر، مما يعكس الدعم الكبير من الصين للعملية الصناعية في مصر.
من جانبه، قال ماو لي، المدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة شينخوا في الشرق الأوسط، إن الصين تقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المصرية والشعب المصري لتعزيز التحديث والسعي نحو حياة أفضل، وأنها دائمًا ما تتأثر بالتغييرات والتقدم الملموس.
وأوضح لي أنه في إطار التعاون، مثل البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، من العاصمة الإدارية الجديدة لمصر إلى منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في السويس، ومن مدينة العلمين الجديدة إلى صحراء كوم أمبو في أسوان، يشارك عشرات الآلاف من الصينيين بعمق في عملية تحديث مصر. بدءًا من “أطول مبنى في إفريقيا” في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة وصولًا إلى منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني والمصري على شاطئ البحر الأحمر؛ ومن فريق بناء آبار المياه الصيني في عمق الصحراء إلى عمال الكهرباء الذين يضمنون إمدادات الطاقة المحلية المستقرة.
وأكد المدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة شينخوا في الشرق الأوسط أن الوكالة ملتزمة بتعزيز العلاقات الودية والتفاهم المتبادل بين الصين ومصر ودول الشرق الأوسط الأخرى، قائلًا: “نحن مستعدون لمواصلة العمل كجسر للتواصل والتعاون وكرابط للتبادلات الثقافية بين الصين ودول الشرق الأوسط، وسنستمر في تقديم تقارير متعمقة عن التقدم الجديد والإنجازات والنقاط البارزة في التعاون العملي بين الصين ودول الشرق الأوسط، ومواصلة سرد قصة الصين ودول الشرق الأوسط في السعي نحو تحقيق حلم التحديث معًا”.
في السياق، أشار عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، إلى أن مبادرة السلام العالمية الصينية تهدف إلى الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لحل الخلافات والنزاعات من خلال الحوار والتشاور.
وأكد شرف على ضرورة تعامل الدول مع تنوع الحضارات ليس كمصدر للصراع العالمي، بل كمحرك يدفع تقدم الحضارات الإنسانية. وأوضح أن التغييرات الرئيسية المطلوبة في العلاقات الدولية تشمل تطوير نموذج جديد للمنافسة بين القوى الكبرى، وتحويل المخاوف الأمنية المشتركة إلى مواجهة التهديدات العالمية، وتعزيز التعاون الاقتصادي المربح للجانبين بدلاً من المنافسة التجارية والتكنولوجية ذات المجموع الصفري، ودمج الممارسات والحوكمة غير الغربية مع النظام الغربي لتحقيق القيم الإنسانية العالمية، وإدارة التنمية الاقتصادية بطريقة تضمن التوازن البيئي.
تعليقات