
قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن أرض سيناء تُعتبر رمز السيادة المصرية وعنوان الإرادة الوطنية، كما أنها تمثل النموذج الأمثل لكيفية نجاح الدولة في تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن القومي ومتطلبات التنمية.
وأضاف اللواء محمد إبراهيم، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الخميس/ – بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء- أن أرض سيناء، بحكم موقعها الاستراتيجي، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي المصري، وأيضاً جزءاً رئيسياً في منظومة التعمير والتطوير والتنمية الشاملة التي تتبناها الدولة في جميع المجالات.
وتابع أن المقارنة الموضوعية بين سيناء منذ 43 عاماً وسيناء في الوقت الراهن تقودنا إلى نتيجة واحدة، وهي أن مصر حققت معجزة حقيقية بكل المقاييس، حيث نقلت سيناء من مرحلة سيئة لا يمكن وصفها بدقة إلى مرحلة جديدة تماماً تتميز بالإيجابية، ومن الضروري الإشارة إليها بفخر.
وفيما يتعلق بنجاح الدولة المصرية في تطهير سيناء من الإرهاب ونشر الأمن، أوضح اللواء محمد إبراهيم أنه لا يمكن اعتبار هذا الإنجاز مجرد جهد عادي، بل هو نتيجة لجهد غير مسبوق قامت به كافة مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة، حيث تضافرت الجهود في منظومة عمل متفانية وضعت مصلحة الدولة نصب أعينها، وقدمت كل غالٍ ونفيس في سبيل تحرير سيناء.
وأشار في هذا السياق إلى أن مصر التي نجحت في معركة التحرير الأولى بتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي عقب حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، نجحت أيضاً في معركة التحرير الثانية بتحرير سيناء من الإرهاب، خاصة بعد العملية الشاملة التي بدأت عام 2018، ثم حققت نجاحاً كبيراً في المعركة الثالثة وهي معركة التنمية التي تنتشر في جميع أنحاء سيناء.
ورأى أن منظومة النجاح في سيناء تحتاج إلى بلورتها في إصدارات تُدرَّس للشباب المصري، لتوضيح كيف انتقلت سيناء من معقل للاحتلال والإرهاب إلى نموذج ناجح يحتذى به، يجمع بين إرادة العمل وإرادة النجاح.
وحول الدروس المستفادة من تاريخ تحرير أرض الفيروز، لفت إلى أهمية اطلاع الأجيال الجديدة على البطولات التي تمت في تاريخ مصر الحديث، والاستفادة من هذه الأعمال البطولية التي قام بها شباب مصري مثلهم، حيث إن هذه الأجيال هي التي ستتحمل المسئولية مستقبلاً.
وشدد على ضرورة أن تتسلح هذه الأجيال بالإرادة القوية لمواجهة التحديات التي ستواجهها في أي وقت، بالإضافة إلى أن الولاء للدولة والثقة في قيادتها يعدان من أهم العناصر التي تعزز التلاحم بين الشباب والقيادة السياسية، كما أن العمل الجاد هو المسار الطبيعي لتقدم الدولة، ولن يحدث ذلك إلا إذا كانت لدينا أجيال مؤهلة وقادرة على تحمل المسئولية.
وفيما يتعلق بمحاولات الزج باسم سيناء في مخطط “حكومة تل أبيب” لتهجير أهل غزة، أشار اللواء محمد إبراهيم إلى أنه ليس خافياً على أحد أن إسرائيل طرحت مشروعات التهجير منذ حوالي ربع قرن، حيث تعتبر سيناء بالنسبة لهم المجال الحيوي المستهدف لتوطين سكان غزة. والأمر الجديد هو أن هذه المشروعات خرجت إلى العلن عقب الحرب على قطاع غزة، حيث طرح الرئيس الأمريكي “ترامب” هذا المشروع بعد توليه الحكم، وسارعت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بتبنيه ومحاولة بدء تنفيذه.
وأضاف أن القيادة السياسية المصرية كانت واعية تماماً لمثل هذه المخططات المشبوهة، وسرعان ما أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر 2023 أن تهجير سكان غزة إلى سيناء هو خط أحمر لن نسمح لأحد بتجاوزه، كما أكد رفض مصر القاطع لأي عملية تهجير للسكان الفلسطينيين، كون ذلك يعد خطوة في طريق تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما لم تسمح به مصر.
وعن الرسائل المهمة التي يجب تذكير الرأي العام العالمي بها في ذكرى تحرير سيناء، أبرز اللواء الدويري مجموعة من الرسائل للمجتمع الدولي، بأن سيناء تعد بالنسبة لمصر مسألة أمن قومي، ومن ثم فإننا لن نسمح لأحد بالعبث بهذه المنطقة تحت أي مسمى وسنواجه ذلك بكل الوسائل المتاحة.
وأضاف أن كل ما يُتداول حول مشروعات التهجير إلى سيناء هو أمر مرفوض، وستظل سيناء منطقة مصرية قوية تنعم بالأمن والتنمية المطلوبة، بالإضافة إلى أن المشروع الرئيسي الذي تتبناه الدولة المصرية هو مشروع التنمية في سيناء وفي كافة ربوع مصر.
وتابع: “أن مصر تتبنى بكل قناعة مبادئ السلام، إلا أنها في ذات الوقت تمتلك القوة لحماية هذا السلام والحفاظ على أمنها القومي، كما أن فرص الاستثمار في مصر واعدة، والدولة مستعدة لتقديم كل ما يلزم لدعم عمليات الاستثمار في البلاد.”
واختتم اللواء محمد إبراهيم بالتأكيد على أن ذكرى تحرير سيناء تعد ذكرى غالية يجب أن تكون نبراساً لنا، وعلينا أن نستثمر دروسها المستفادة في كافة الجهود التي تبذلها الدولة في مختلف المجالات، مع القناعة بأن مصر التي نجحت في معارك تحرير سيناء قادرة، بفضل الله وشعبها العظيم وقيادتها الوطنية، على تحقيق الإنجازات التي تصب في مصلحة الشعب المصري.
تعليقات