قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن مرور 80 عامًا على إنشاء “بيت العرب” هو مدعاة للفخر في ضوء استمرارية هذا المشروع الذي يهدف إلى تعزيز العمل العربي المشترك، إلا أنه في الوقت نفسه مبعث للقلق في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.
وأشار أبو الغيط إلى الأوضاع في السودان واليمن وليبيا وغيرهم، موضحًا أنه رغم قتامة الأوضاع، تبقى العروبة نسيجًا مشتركًا، وأن الجامعة العربية هي السقف الذي تتوافق فيه الدول على المصلحة العربية العليا وتعزيزها. وأوضح أن إسرائيل تواصل حربها الوحشية على المدنيين في غزة، وسط صمت كامل من قبل المتشدقين بالقيم، مشيرًا إلى أن الاحتلال استأنف القتال بعد شهرين من الهدنة، ليتجاوز عدد ضحايا الفلسطينيين الخمسين ألف شخص خلال عام ونصف.
وأضاف أنه لم يعد هناك شك بأن التطهير العرقي هو الهدف من الحرب التي يطلقها الاحتلال، موضحًا أن دعوات التهجير جاءت لتعزز هذه الرؤية عبر قتل متواصل دون حراك، في الوقت الذي عندما يجرح فيه شخص هنا أو هناك يثور الجدل.
وأشار إلى البابا الراحل فرنسيس الذي ظل حتى اللحظة الأخيرة منحازًا للحق والإنسانية، مطالبًا بوقف الحرب وتمرير المساعدات الإنسانية قبل ساعات من وفاته.
كما أشار إلى أن الجانب العربي أكد رفض رؤى التهجير ونجح في تقديم خطة بديلة في قمة القاهرة الأخيرة، متطلعًا إلى دعم أصدقاء السلام حول العالم لهذا الحل من أجل تحقيق السلام العادل من التهديد الذي يمثله اليمين المتطرف في إسرائيل.
وأضاف أن مخاطر اليمين المتطرف في إسرائيل لا تقتصر على الأراضي الفلسطينية، وإنما تمتد إلى التوغل على سيادة الدول العربية الأخرى في إطار ما اعتبروه إعادة رسم الإقليم، معربًا عن إدانته للخروقات المتكررة من قبل الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، موضحًا أن السياسات التوسعية لن تسهم في تشكيل شرق أوسط جديد، وإنما تعزز الكراهية وتزج بالعنف ليهيمن على المشهد الإقليمي.