وزير الإسكان يناقش مع نظيره الصيني آفاق التعاون المستقبلية ثلاثة مجالات للتعاون بين البلدين

خلال زيارته الحالية لجمهورية الصين الشعبية، التقى المهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ني هونج، وزير الإسكان والتنمية الريفية والحضرية الصيني، بمقر وزارة الإسكان الصينية بالعاصمة “بكين”، لبحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي، وذلك بحضور السفير خالد نظمي، سفير مصر في بكين، والسيد/ خالد ميلاد، رئيس المكتب التجاري في بكين، وعدد من مسئولي وزارتي الإسكان المصرية والصينية.
وفي مستهل اللقاء، رحب وزير الإسكان الصيني، بالمهندس شريف الشربيني والوفد المرافق له في مقر وزارة الإسكان الصينية، مشيراً إلى اللقاء الذي جمعه مع المهندس شريف الشربيني، في مؤتمر يوم المدن العالمي الذي عقد في مدينة الإسكندرية بمصر، ومقدماً الشكر للوزير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة اللذين لاقاهما بمصر. كما أشار إلى أنه قام بزيارة مدينتي العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، وهما مدينتان جديدتان أعطتاه انطباعاً جيداً عن النهضة العمرانية بمصر، حيث لمس فيهما أيضاً مظاهر التعاون بين مصر والصين، وزادت ثقته في إمكان التعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المشروعات.
وأكد السيد/ ني هونج، خلال اللقاء، أن مصر من أعظم الدول العربية والأفريقية والإسلامية، وخلال الفترة الأخيرة كان هناك تعاون مثمر في ظل توجيهات قيادتي البلدين فخامة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وفخامة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي. متمنياً أن يكون التعاون بين وزارتي الإسكان في البلدين نموذجاً للتعاون بين الوزارات المصرية والصينية كافة، لافتاً إلى أنه خلال لقاء بين قيادتي البلدين، تم الاتفاق على تعميق الشراكة الاستراتيجية بينهما، معرباً عن رغبته في تعزيز التعاون بين وزارتي الإسكان المصرية والصينية في مجال البنية الأساسية، وتحديث المدن وتطويرها.
من جانبه، تقدم المهندس شريف الشربيني، لنظيره الصيني، بالشكر على حفاوة الاستقبال، معبراً عن سعادته الكبيرة بوجوده في الصين، ولقائه للمرة الرابعة بالوزير الصيني. حيث سبق له اللقاء في المنتدى الحضري العالمي الذي عقد لأول مرة بالقاهرة، وكذلك في يوم المدن العالمي بالإسكندرية، واللقاء الثالث في دولة الجزائر الشقيقة، على هامش مؤتمر وزراء الإسكان العرب. وقال المهندس شريف الشربيني: نعمل على زيادة أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات مع جمهورية الصين الشعبية وفقاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تتفق مع توجيهات فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ. وأضاف: نحن هدفنا العمل على تعزيز التعاون في المجالات الخاصة بطبيعة عمل وزارة الإسكان. وكان على رأس اهتمامنا في زيارتنا الحالية للصين، تفقد بعض المشروعات التي نفذتها شركة CSCEC الصينية في عدد من المدن الصينية، للاطلاع على أحدث أنظمة الإدارة والتشغيل والصيانة لمراكز المال والأعمال، استعداداً لتشغيل المنطقة المركزية للأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة. كما التقينا بالأمس رئيس مجلس إدارة شركة CSCEC الصينية، لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، والتأكيد على الالتزام بالبرامج المحددة للتنفيذ وجودة التنفيذ، وبحث سبل التعاون المشترك.
وعرض المهندس شريف الشربيني، خلال لقاء نظيره الصيني، فرص التعاون المشترك التي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية. المحور الأول هو فتح المجال أمام التعاون في المشروعات الاستثمارية المختلفة بالمدن الجديدة، سواء في القطاع الصناعي أو السياحي والفندقي، خاصة بعد التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة المصرية في مجال البنية الأساسية، ضارباً المثل بمدينة العلمين الجديدة التي تحتوي على منطقة صناعية متميزة يمكن الاستثمار بها، خاصة في المشروعات الصناعية التي تحتاجها وزارة الإسكان في قطاع المرافق على وجه الخصوص. كما تضم مدينة العلمين الجديدة فرصاً سياحية وفندقية متميزة يمكن الاستثمار بها، مؤكداً الاستعداد للدخول في شراكات مع الجانب الصيني في هذه المشروعات بتوفير الأراضي اللازمة.
وأشار المهندس شريف الشربيني، إلى أن المحور الثاني الذي يمكن التعاون معه مع الجانب الصيني هو تكوين تحالفات مشتركة بين الشركات المصرية والصينية والتعاون في تنفيذ المشروعات المختلفة، خاصة في القارة الأفريقية. ولدينا رصيد كبير من المشروعات في القارة الأفريقية، ضارباً المثل بشركة المقاولون العرب التي نفذت العديد من المشروعات التنموية في القارة الأفريقية. هذه التحالفات ستمنحنا الفرص لتنفيذ عدد كبير من المشروعات.
وأشار المهندس شريف الشربيني، إلى أن المحور الثالث في رؤية التعاون المشترك يتمثل في إمكانية التعاون في مشروعات الإسكان منخفض التكاليف لمحدودي الدخل، مشيراً إلى جهود وزارة الإسكان في تنفيذ نحو مليون وحدة سكنية لهذه الشريحة خلال الفترة الماضية، وننفذ حالياً نحو 500 ألف وحدة أخرى. وجمهورية الصين الشعبية لها تجربة متميزة في هذا المجال، ومن ثم نهدف للتعاون، خاصة أن هناك تحديين رئيسيين في هذا المحور، وهما مدة تنفيذ الوحدات وتكلفة التنفيذ.
وأبدى السيد/ ني هونج، وزير الإسكان الصيني، خلال اللقاء، الموافقة على التعاون بين وزارتي الإسكان في مصر والصين، في هذه المحاور الثلاثة التي طرحها المهندس شريف الشربيني، قائلاً: بالنسبة للمحور الأول بشأن إنشاء مناطق صناعية، فإننا نرى أن مناخ الاستثمار في مصر جذاب جداً، وهناك شركات صينية كثيرة ترغب في ضخ استثمارات بمصر سواء في مشروعات المدن الجديدة أو المناطق الصناعية، ضارباً عدة أمثلة لما تقوم به وزارة الإسكان الصينية والشركات الصينية من مشروعات تنموية مختلفة. وأشار وزير الإسكان الصيني، إلى أن مصر تسير حالياً على الطريق الصحيح سواء بالاهتمام بالبنية الأساسية أو إنشاء المناطق الصناعية المختلفة، وهو ما سيسهم في تحقيق نهضة اقتصادية وتوفير العديد من فرص العمل، مستعرضاً قدرات الشركات الصينية المختلفة سواء في أعمال الإسكان أو بناء الأبراج أو الطرق والنقل والمواصلات، وكذا المرافق وغيرها، مشيراً إلى إمكانية استخدام هذه الخبرات المتميزة في تحالف التعاون الثنائي.
وقال السيد/ ني هونج: نحن جاهزون لتوقيع مذكرة تعاون بين الوزارتين تشمل التعاون في مختلف المجالات، ولاسيما في ظل العلاقات الجيدة بين البلدين، وقيادتي البلدين تدعمان تفعيل أطر التعاون المختلفة. ومن هنا نرحب بالتحالفات المشتركة بين شركاتنا في مختلف المجالات، وهذا هو المحور الثاني. ونقترح أن يتم عقد تحالف بين شركة CSCEC الصينية وشركة المقاولون العرب المصرية، كنموذج، وبعد نجاح هذا التحالف يمكن تعميمه على مختلف الشركات بين البلدين، وهناك توجيه للشركة الصينية بتوفير كل ما يلزم لنجاح هذا التحالف.
وأضاف وزير الإسكان الصيني: بالنسبة للمحور الثالث للتعاون في مجال الإسكان الاجتماعي لمحدودي الدخل، فنحن هنا نهتم جداً بهذا القطاع ونطرح حالياً مبادرة بناء إسكان ملائم ومريح، ومستعدون للتعاون في التنفيذ أو مواجهة التحديات المختلفة سواء في مدة التنفيذ عن طريق المباني سابقة التجهيز، وكذا عن طريق تخفيض التكلفة عبر دراسة كل ما يخص ذلك.
وأكد أن هناك جاهزية لتوقيع مذكرة التفاهم وتوسيع مجالات التعاون سواء في مجال معاهد التدريب والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة في صناعة مواد البناء، وكذلك التعاون في المشروعات الاستثمارية المختلفة سواء في الدول العربية أو الإسلامية أو الأفريقية، خاصة أن هذه الدول تفضل الشركات والعمالة المصرية.
وفي ختام اللقاء، تم التوافق على توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارتين في مجالات الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، وكذلك صناعات مواد البناء المختلفة، وكل ما يخص إدارة وتشغيل وصيانة مراكز المال والأعمال والاستفادة من قدرات الشركات الصينية والمصرية في جميع المجالات.
تعليقات