الرئيس السيسي: وفاة بابا الفاتيكان خسارة كبيرة للإنسانية

الرئيس السيسي: وفاة بابا الفاتيكان خسارة كبيرة للإنسانية

أعرب الرئيس السيسي مرة أخرى عن تعازيه لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكدًا أن الإنسانية فقدت برحيله شخصية بارزة.

جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية.

وأضاف الرئيس السيسي: نحتفل اليوم بتخريج مجموعة جديدة من الأئمة الذين سيتحملون أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.

وقد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي شامل يُعنى بتطوير مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف رفع مستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نموذجًا للوعي، متمكنًا من البيان، بارعًا في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وأكمل الرئيس السيسي: ها نحن اليوم نشهد ثمار هذا التعاون البناء، حيث نرى هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت. في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسؤولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم.

وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يتحقق إلا من خلال دعاة مستنيرين، غنيين بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عملية للناس، تعالج مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

وأكد الرئيس السيسي: لا تقتصر مهمة تجديد الخطاب الديني على تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.

واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحافظوا على العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره. وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.

وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثبات وعزم في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزة للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.

ختامًا… أُحيي كل عقل وفكر ويدٍ ساهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيل قادم، وتمهيد لمستقبل أكثر إشراقًا.

إتبعنا