خاتم “خاتم الصياد” أصبح موضوع اهتمام واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البحث بعد إعلان وفاة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، حيث يتساءل الكثيرون عن الأسرار التي يحملها هذا الخاتم.
يتم تدمير خاتم الصياد فور إعلان وفاة بابا الفاتيكان، حيث يُعتبر رمزا لنهاية فترة حكمه، وذلك لتفادي استخدام الأختام المزورة.
بعد وفاة البابا فرنسيس، تركزت الأنظار على هذا الخاتم، الذي يتجاوز كونه مجرد قطعة مجوهرات، إذ يجسد القوة الروحية لبابا الفاتيكان كخليفة للقديس بطرس.
اقرأ أيضًا:
تم تدميره بعد وفاة البابا فرنسيس مباشرةً.. ما السر وراء خاتم بابا الفاتيكان؟
تدمير خاتم بابا الفاتيكان فور وفاته هو تقليد مهيب يعود تاريخه لآلاف السنين، ويعد رسميًا نهاية البابوية، وبدء فترة تُعرف باسم Sede Vacante، حيث تستعد الكنيسة لانتخاب قائد جديد.
في قلب كل بابوية، هناك رمز يتجاوز الزمن والسلطة والإيمان؛ هو خاتم الصياد. هذه الجوهرة، التي قد تمر مرور الكرام على الكثيرين، تكتسب أهمية خاصة في لحظات حساسة للكنيسة الكاثوليكية، مثل وفاة أحد الباباوات. فتراث هذا الخاتم ليس مجرد ملحق، بل إن تاريخه ووظيفته وتدميره الطقسي يمثلان نهاية عصر وبداية عصر آخر.
لا يُطلق على ما يُعرف بالخاتم البابوي هذا الاسم رسميًا، بل اسمه الصحيح هو حلقة الصياد أو Piscatory، مستمدة من الكلمة اللاتينية Anulum Piscatoris. وهذا الاسم يحمل تفسيرًا بسيطًا ولكنه عميق؛ الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحمله هو الخليفة الشرعي للبابا القديس بطرس، البابا الأول وفقًا للتقاليد الكاثوليكية، الذي كان في الأصل صيادًا.
يتميز تصميم هذا الخاتم بأنه ظل على حاله مع بعض الاختلافات على مر القرون، حيث يُصور القديس بطرس وهو يصطاد السمك من قارب، ويكون مصحوبًا باسم البابا الحالي مكتوبًا باللغة اللاتينية.
في الأصل، كانت وظيفة الخاتم عملية جدًا، حيث كان يُستخدم كختم رسمي للبابا، وتم ختم وثائق مهمة -مثل المراسيم البابوية- به، مما منح مصداقية لكتابات الفاتيكان. ورغم أن الخاتم لم يعد يستخدم لهذا الغرض اليوم، فقد احتفظ بدوره كرمز للسلطة البابوية والشرعية.
تقليديًا، يتم صنع الخاتم من الذهب الصلب، وبعد وفاة البابا، تتم إزالته من إصبعه وتدميره بواسطة ضربات بمطرقة من الفضة والعاج، مما يجعل هذا العمل الرمزي ذا هدف تاريخي؛ وهو منع تزوير الوثائق والإعلان رسميًا عن انتهاء فترة البابوية.