مطارات باريس
استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم السفير الفرنسي لدى الجزائر للتعبير عن استيائها الشديد من المعاملة التي تعرض لها بعض المواطنين الجزائريين في المطارات الفرنسية، وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين، حيث تؤكد الجزائر رفضها القاطع لأي تصرفات مهينة تستهدف رعاياها، وفيما يلي التفاصيل.
أوضحت وزارة الخارجية الجزائرية أنها تلقت شكاوى متعددة من مواطنين جزائريين بشأن “إجراءات استفزازية ومهينة وتمييزية” تعرضوا لها في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي في باريس، وبعد التحقق من صحة هذه المعلومات، قررت الوزارة استدعاء السفير الفرنسي لإبلاغه احتجاج الجزائر الرسمي على هذه الممارسات.
شددت الخارجية الجزائرية على رفضها القاطع لأي انتهاك لكرامة مواطنيها، معتبرة أن مثل هذه الإجراءات غير مقبولة بأي شكل من الأشكال، كما حذرت من محاولات استغلال الجزائريين كأداة ضغط أو وسيلة تهديد، مؤكدة أن الجزائر لن تتهاون في الدفاع عن حقوق مواطنيها في الخارج.
طالبت الحكومة الجزائرية الجانب الفرنسي باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه التصرفات، وضمان معاملة الجزائريين في المطارات الفرنسية وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، كما شددت على ضرورة معالجة هذه المسألة بسرعة، لتفادي أي تصعيد دبلوماسي قد يؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين.
تتميز العلاقات بين الجزائر وفرنسا بتاريخ معقد ومتشابك، يمتد منذ الحقبة الاستعمارية وحتى الوقت الحاضر، ورغم تحقيق الجزائر استقلالها عام 1962 بعد حرب تحريرية طويلة، لا تزال العلاقات بين البلدين تمر بفترات من التوتر والتقارب وفقًا للمتغيرات السياسية والاقتصادية، وترتبط الدولتان بمصالح متبادلة تشمل التجارة، الأمن، والتعاون الثقافي، بالإضافة إلى الجالية الجزائرية الكبيرة المقيمة في فرنسا، والتي تشكل عاملاً مهمًا في طبيعة العلاقات الثنائية.