
في الآونة الأخيرة أصبح تطبيق “ديب سيك” الصيني للذكاء الاصطناعي الحديث محط أنظار العديد من المتابعين في مجال التكنولوجيا، فقد حقق التطبيق نجاحًا سريعًا وغير مسبوق على مستوى العالم، معتمدًا على تقديم خدمة مجانية تمامًا وبكفاءة عالية، مما جعله ينافس بقوة عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”، ولم يكن النجاح الذي حققه “ديب سيك” مجرد صدفة، بل هو نتيجة لاستراتيجية مبتكرة في تطوير التقنيات بتكلفة أقل مقارنةً بمنافسيه، وفي هذا المقال سنوضح تفاصيل ظهور هذا التطبيق المثير للجدل وتداعياته على سوق التكنولوجيا العالمية.
انطلاقة سريعة ومفاجئة
صبح اسم “ديب سيك” التطبيق الصيني الجديد للذكاء الاصطناعي التوليدي، حديث الساعة في وقت قصير، وانتشر التطبيق بشكل مذهل على جميع الأجهزة الذكية بمختلف أنظمة التشغيل، وحقق أرقامًا قياسية في عدد التنزيلات، متفوقًا على العديد من التطبيقات الأخرى.
مقارنة بين “ديب سيك” و”شات جي بي تي”
ما يميز “ديب سيك” هو أنه تطبيق مجاني بالكامل، وهو ما جعله يحقق نجاحًا سريعًا بين المستخدمين، في الوقت الذي تعاني فيه الشركات الأمريكية الكبرى مثل “أوبن أيه آي” من تكاليف ضخمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استثمرت 5 مليارات دولار في تطوير “شات جي بي تي”، جاء تطبيق “ديب سيك” ليقدم نموذجًا فعالًا بتكلفة أقل بكثير، إذ استخدم مطوروه 5.6 مليون دولار فقط.
ردود الفعل العالمية
وقد وصف أحد كبار رجال الأعمال انطلاقة “ديب سيك” بأنها مشابهة لحظة “انطلاق الأقمار الاصطناعية” في سباق الفضاء، في إشارة إلى تأثيره الكبير في سوق الذكاء الاصطناعي، كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن المحلل جين مونستر قوله إن “ديب سيك” يقدم روبوت دردشة ذكيًا بشكل مدهش، مما يصعب تصديقه في ظل إمكانياته البسيطة.
انتقادات وتساؤلات حول الدعم الصيني
أثار “ديب سيك” أيضًا بعض التساؤلات بشأن خلفيته والدعم المحتمل من الحكومة الصينية، وقد بدأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تحذير الشركات التكنولوجية الأمريكية، مشيرًا إلى أن ظهور مثل هذه التطبيقات يفرض عليها إيجاد طرق مبتكرة لإنتاج تقنيات ذكاء اصطناعي أرخص وأكثر فعالية.
الابتكار في طريقة العمل
أهم ما جعل “ديب سيك” يبرز بين المنافسين هو اعتماده على تكنولوجيا التخزين باستخدام الرقائق الذكية الخاصة بوحدات معالجة الرسوميات، وهو ما وصفه مؤسس التطبيق ليانج ونيفونج بأنه كان أساسًا لنجاح التطبيق وميزته التنافسية في هذا المجال.
تعليقات